أنيس شمس الدين كيف تحول من حاكم إلى حارس لقصر دار النجاح

قبل أيام خرج علينا أنيس شمس الدين وأعلن أنه لن يترشح لولاية جديدة كحاكم لجزيرة أنجوان مبررا قراره بأنه يسود ولا يحكم، لكن يا ترى هل هذا سبب كاف لتغيير وضع رضي به طوال فترة حكمه أو حراسته للقصر الممتدة لأكثر من خمس سنوات !!!!

في لعبة الشطرنج لا يستطيع البيدق أن يتجاوز مربعتين في حركته الأولى، بل حتى في دنيا الناس ليس بمقدور المرء أن يصبح ملكا بين عشية وضحاها اللهم إلا أولئك الذين ولدوا في العصريات كما يقول القمريون.

لكن السيد أنيس تجاهل كل ذلك وبقفزة واحدة منه وجد نفسه في قصر دار النجاح، تماما كالمراهق السياسي الذي يقفز إلى أولى عربة دون تفكير أو تروي إن كانت تسير في طريق آمن أو وعر، ضاربا عرض الحائط كل المظالم التي لحقت بسلفه، وقد نسي أو تناسى أن من الظلم، أن ترضى به وتعين عليه قولا أو فعلا أو سكوتا.

ويخطئ من يعتقد أن الظلم الواقع في غيره لن يصل إليه أو أنه في مأمن طالما كان بعيدا عنه، لأن الظالم ما أن يفرغ من إيقاع الظلم على الأغيار لا بد أن يطال بظلمه على من أعانه عليه. وذلك لأن من سنن الله في الكون أن ما أعان ظالما سلطه الله عليه.

وهذا ما حصل للسيد أنيس الذي اعتقد أنه في مأمن وأن الأهم هو الوصول إلى القصر بغض النظر عن الكيفية، لكن سرعان ما اتضح له الأمر، أنه ليس إلا مجرد حارس كما وصف نفسه، أو قل بيدق إن شئت، محدود الصلاحية لا يملك من الأمر سوى تنفيذ أوامر ساكن بيت السلام، فالرجل الذي لم يستطع دخول ميناء موسامودو الذي من المفترض أن يكون تحت سلطته، ليس غريبا أن يخرج علينا اليوم بمثل هذا التصريح الذي يدل في أقل تقدير عن مراهقة سياسية

فقرار الخروج من عباءة نظام غزالي كان يجب اتخاذه في اليوم الذي منع من دخول الميناء، لأن اتخاذ مثل هذا القرار، في ذلك التوقيت، لكان صداه أوسع وأنجع سياسيا وشعبيا، ولأصبح بطلا في عيون عموم الشعب القمري الذي يرفض طرد القمريين من جزيرتهم المحتلة.

لكن غريزة حب السلطة، الوهمية، كانت أقوى من أي قرار عقلاني، فمثل هؤلاء لا يعلمون أن نجاح القرار يتوقف نصفه على مدى صحته والنصف الآخر على توقيته، وكعادة المراهقين السياسيين الذين يمارسون السياسة بالاندفاع والتسرع وعدم إدراك عواقب الأمور، غالبا ما ينتهون بالفشل والإحباط ونرى ذلك كثيرا في الحياة الواقعية.

هذا ما حصل للحاكم الحارس الممنوع من الارتقاء إلى سلطة فعلية أو فاعلة في دوائر الحكم والإدارة لأنه استُخدم كبيدق للسيطرة على الجزيرة، وعندما انتهت مهمته ولم يعد ينفع للنظام تم الاستغناء عنه والتضحية به وتقديمه كقربان على مذبحة الانتخابات القادمة

بقلم / طويل مولد صالح

باحث ومتخصص في القانون

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *