الرئيس غزالي في رئاسة الاتحاد الأفريقي.. هل سيقوى على ملفات أفريقيا الشائكة

وصل الرئيس القمري عثمان غزالي مساء الأربعاء الماضي إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية الـ٣٦ التي يتسلم من خلالها رئاسة الاتحاد الأفريقي خلفا لنظيره السنغالي ماكي سال

ويأتي ذلك بعد توافق مع الرئيس الكيني الجديد صامويل روتو الذي أصدرت حكومته بيانا في واشنطن خلال القمة الأمريكية الأفريقية الأخيرة نص على إتاحة المجال لرئيس جزر القَمَر لرئاسة دورة ٢٠٢٣ للاتحاد الأفريقي

وذلك خبر تلقته الحكومة القمرية بكل سرور معلنة إذن، غزالي الرئيس القادم للاتحاد الأفريقي في بادرة هي الأولى للدول الجزرية الصغيرة في الاتحاد الأفريقي

إلا أن هذا الخبر لم يَسُر جبهات المعارضة في جزر القَمَر التي تظل كثيرة منها ترى في عدم شرعية رئاسة العقيد القمري لبلادهم متهمة إياه بتزوير انتخابات ٢٠١٩ وزج العديد من معارضيه في السجون فضلاً عن تعكير صفوة الحياة السياسية في البلاد ، وترى في ذلك منحا للشرعية لما تعتبرها ممارسات قمعية ضد خصومه السياسيين

وفي رد على تساؤل محتمل عن ماذا يمكن أن يقدم الرئيس غزالي للشعوب الأفريقية، تسارع الوزير حميد مسعيدي المتحدث باسم الحكومة القمرية والساعد الأيمن للرئيس عثمان غزالي إلى القول بأن دور الرئيس غزالي في المصالحة الوطنية عام ٢٠٠١ يؤهله للخوض في ملفات النزاع في أفريقيا ،

وفي هذه التجربة تمكن غزالي، الذي انقلب على الحكم عام ١٩٩٩ بعد سنتين من إعلان انفصال جزيرة أنجوان عن جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية ، مِن حمل الانفصاليين إلى طاولة الحوار بعد أن فشلت الوساطة الملجاشية والأفريقية

و تمكن من قيادة مصالحة وطنية دون أي وساطة وتم في ٢٠٠١ التوقيع على اتفاقية فومبوني ليعلن عن ميلاد جمهورية القمر المتحدة دولة فيدرالية بصلاحيات موسعة لسلطات الجزر تعتمد على نظام الرئاسة الدورية بينها،

إلا أن المعارضة القمرية تتهم غزالي بمحاولة الانقضاض على بنود اتفاقية المصالحة الوطنية للاستمرار على رأس الحكم لأطول فترة ممكنة

ملفات شائكة في انتظار العقيد القمري

تسلم الرئيس القمري عثمان غزالي اليوم السبت رئاسة الاتحاد الأفريقي من السنغالي ماكي سال وفي انتظاره ملفات شائكة لم يقدر عليها أسلافه قادة دول كبيرة في القارة مثل السنغال والكونغو ومصر …

ترى ما هي العصى السحرية التي في يد الإمام القمري في حل ملف سد النهضة الأثيوبي و الخلافات بين دولة مالي ومن على شاكلتها مع دول المنطقة الاقتصادية الغرب أفريقية أم هل سيقوى على ملف النزاع بين الكنغو ورواندا في ظل إصرار الرئيس الكونغولي فيلكس تشسيكيدي الذي زار جزر القمر الأسبوع الماضى، على طرحه على الاتحاد ؟

إلاّ أن التساؤل الأهم لدى كثير من القمريين هو هل نجح الإمام في التغلب على الملفات الداخلية في إيجاد التوافق مع الكيانات السياسية في البلاد و التي بدأت بعضها في إطلاق حملة مقاطعة لانتخابات الرئاسة في ٢٠٢٤ ؟ وهل تم التغلب على ملف الكهرباء والفساد والبطالة ؟

قد يختلف القمريون في كل شيء إلاّ أنّ المتفق لديهم هو أن المرأ ينتهي من بناء بيت لأسرته أولا قبل الشروع في البناء للآخرين

كتب / حامد علي محضار

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *