سلسلة من الأجندات الخفية وراء تشديد القبضة الحديدية على أحمد عبدالله سامبي

    بالطبع ليس هنالك أمل لإخراج الرئيس الأسبق من محبسه إلا بقوة السلاح إن أمكن ذلك ، وليس هنالك نية لدى زعماء بيت السلام بموروني لإخلاء سبيل أستاذ أحمد عبدالله محمد سامبي من محبسه إلا عندما يتحول إلى جثة هامدة ، عكس ذلك غير مطروح على الطاولة على الأقل في هذا الوقت بالذات التي انشغلت الحكومة بترسيخ أركانها بالتزوير الواسع النطاق بغية ترميم مؤسساتها المزعومة لتتمكن من تمرير مشاريعها الوهمية ، فهم لا يثقون إلا بمنطق القوة والتزوير للوصول إلى الهدف ،
    غير أن الإمام غزالي وحاشيته يعلمون علم اليقين أن تحويل أرخبيل القمر إلى شبه دولة تحكمها قانون الغابة بما فيها جزيرة أنجوان لن يمر مرور الكرام إلا بعد تصفية عبد الله محمد سامبي الرجل المخيف على حد زعمهم أو على الأقل تقييد تحركاته ، أما الباقيات الصالحات ممن يوصفون بزعماء السياسة الآخرين فيكفي إغرائهم ببعض من المناصب تنسيهم عن القيم الإنسانية والأخلاقية ،
    أحمد عبد الله محمد سامبي كان له نظرة ثاقبة وشمولية وضع دولة الأرخبيل في موقعها المناسب ضمن نظرائها من الدول الطموحة نحو الاستقلالية في القرار السياسي ، فهو لم يكن يهتم بالإملاءات الغربية ولم يركن أبدا ولا يوما من الأيام لباريس لمعرفته مسبقًا أنه لن تكون هنالك رؤية صادقة لباريس نحو مساعدة جزر الأرخبيل على النهوض مادامت لم تتغير الحال في جزيرة مايوت ، بالتالي كان ينئى عن نفسه من المستنقع وضرب كل عروض باريس عرض الحائط ،
    وتحولت نظرة الرئيس إلى الشرق لعل وعسى يجد من يشفق على الدولة المنسية والمتراكمة عليها الديون الخارجية ، وافقت معظم الدول العربية على الخريطة السياسية والاجتماعية على رأسهم دولة قطر الشقيقة وسلطنة عمان والجماهيرية العربية العظمى تحت قيادة المعظم معمر القذافي طيب الله مثواه ، غير أنه كان من أولى اهتمامه تحرير جزيرة أنجوان التي انفصلت عن باقي الجزر حينذاك بصفقات سياسية بين الجنرالات وقعها الإمام غزالي حينذاك لتقسيم الغنائم بينه وبين محمد بكار ،
    وضع الرئيس سامبي على عاتقه مهمة تحرير الجزيرة بقوة السلاح وتجاهل نداءات باريس في هذا الشأن ، فيما راوغت وزارة خارجية الأرخبيل القمر هي الأخرى حينذاك التي كان يرأسها أحمد جعفر عن مبادرة الرئيس لتحرير الجزيرة بقوة السلاح إلا أن الرئيس أصر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،
    نقطة تحول كبير أخاف الكثير ممن تستروا بالزي العسكري وكذلك الخريجين في الكليات الحربية والأكاديميات الأوروبية والملكية لحرب العصابات ، رئيس مدني بزي عسكري تحدى كل الجبهات ، سياسية وعسكرية ،
     أما سياسية ، فهي معركة تكسير العظام بينه وبين باريس من جهة وبين من يحلمون عودة الدولة إلى سابق عهدها الاستعماري من جهة أخرى مقابل ملئ جيوبهم بحزمة من المساعدات الفرنسية ،
    حيث أعلن صراحة وبكل تحدي تجاوزه لخطوط الحمراء التي وضعتها الغرب على مستعمراتها تجاه إيران فأعلن رسميا فتح قنوات دبلوماسية متعددة المهام مع طهران حيث أن العقبة الأساسية للدول المتخلفة تكمن في استقلالية القرار السياسي فبدونها ليس هنالك جدوى من عملية سياسية ولا نهضوية فهي الخطوة الأولى والضامنة لجميع المراحل الانتقالية ، وللحديث بقية …………
    والله غالب

    الكاتب/ يوسف علي امباي الباحث في معهد الدراسات الانسانية -باريس

    تنبيه : الآراء الواردة يتحمل كاتبها فقط مسؤوليتها 

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top