صيف ينسحب من سباق رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي وينقذ موقف بلاده من كينيا

    نشر الاتحاد الأفريقي في السابع من أغسطس الجاري القائمة المؤقتة للمرشحين لرئاسة مفوضية الاتحاد وكانت المفاجئة أن يغيب عنها اسم محمد الأمين صيف وزير خارجية جزر القمر الأسبق الذي كان من أهم الأسماء المطروحة وأكثرهم خبرة في الملفات الأفريقية الشائكة؛ أربع سنوات رئيسا لمكتب اتصال الأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) وشغل بعدها منصب رئيس مكتب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) إلى أن تولى المنصب الحالي، مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى الصومال منذ سبتمبر 2022 هل تخلى غزالي عن دعم ترشح أهم دبلوماسي رافقه في حياته السياسية؟ في العام السابق تولى الرئيس غزالي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي ويعود الفضل إلى التفاهمات التي حدثت مع رئيس كينيا المنتخب حينها صامويل روتو في الولايات المتحدة في لقاء بين الرئيسين وفي خطبته بعد تسلُّم رئاسة الاتحاد الأفريقي أشاد الرئيس غزالي بموقف الرئيس الكيني الذي منح الفرصة لدولة صغيرة أرخبيلية مثل جزر القمر لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي وقال غزالي حينها في كلمته ” أود أن أشكر زملائي وإخواني وأخواتي من دول شرق أفريقيا على دعمهم لترشحي لهذه الوظيفة المرموقة وخاصة أخي العزيز الرئيس ويليام روتو الذي تفضل بسحب ترشيح بلده الجميل كينيا”. وبعده قام الرئيس الكيني صامويل روتو بزيارة إلى موروني استمرت ثلاثة أيام حضر فيها الاحتفال بعيد استقلال جزر القمر في السادس من يوليو2023 ليؤكد رغبته في فتح آفاق جديدة في العلاقات بين بلاده وجزر القمر وخلال كلمة ألقاها في حفل عيد الاستقلال بادر روتو بالقول بأن مواطني جزر القمر يجوز لهم دخول أراضي بلاده بدون تأشيرة مسبقة وأن الطلاب القمريين مرحبون في جامعات كينيا وقام بزيارة لبعض مدن جزر القمر التقى خلالها بالشعب القمري ليؤكد عمق العلاقة بين القمريين والكينيين اللذين يتشاركان في الثقافة السواحلية كينيا امتنعت عن منافسة جزر القمر في الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي إلا أن صامويل روتو يبدو كأنه يريد أن يُنهيَ صداع رايلا أودِنغا (79 عاما) رئيس الوزراء الأسبق وكبير المعارضين في كينيا الذي يريد أن يختم مسيرته السياسية برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، إلا أن في جزر القمر محمد الأمين صيف ركن الدبلوماسية القمرية الذي طمع في المنصب ورأى أنه جدير به نظرا لخبرته الميدانية في العمل الدولي بمناطق شديدة الحساسية في أفريقيا مثل غاو في مالي ودارفور في السودان إلا أن مسعاه إلى رئاسة المفوضية لم يتلق أي تفاعل في موروني مما جعله ينسحب دون إبداء أي تعليق في الموضوع وليس الأمين صيف فقط من امتنع عن التعليق في الموضوع فالمسؤولون في جزر القمر لم يصدر منهم كذلك أي تعليق في الأمر، ومهما كان سبب سحب ترشحه إلا أنه أنقذ موقف بلاده من كينيا ورفع عنها الإحراج ويذكر أن القائمة المؤقتة التي أعلنت عنها مفوضية الاتحاد الأفريقي عن المرشحين لرئاستها تضم مرشحين لأربع دول في الشرق الأفريقي، صاحب في المنصب، هم ريلا أودنغا رئيس وزراء كينيا الأسبق ومحمود علي يوسف الدبلوماسي الجيبوتي ورِشارد رَندريمَنَنراتُو وزيرٌ سابق للمالية في مدغشقر ثم أنيل كومَرسِنغ غايان وزيرٌ سابق للسياحة في موريشس. وسيتولى الفائز منهم رئاسة مفوضية الاتحاد لولاية مدتها 4 سنوات خلفا للتشادي موسي فكي الذي تنتهي ولايته في 2025

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top