رسـالـة إلـى عـلـمـاء جـزر الـقـمـر

     الشيخ سليمان محمد يوسف
    طالب دكتوراه في القضاء الشرعي
    حضرت العلماء :
    إن فساد الرعية من فساد الحكام و فساد الحكام من فساد العلماء و فساد العلماء من حبهم للدنيا وكرههم للاخرة ، واعلموا أنه من كان بالله أعلم كان منه أخوف .
    قال تعالى : 《إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ》.
    و أرى حقا عليّ نحو نفسي – كطالب تتلمذ بين أيدي بعضكم – أن أتوجه إليكم و أمواج الفتن تتراكم يوم تلو الأخر بالوصايا التالية :
    الوصية الأول : أمسك عليك لسانك
    فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ما النجاة ؟ قال: ( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
    هذه أيها العالم القمري وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك في النجاة من الفتن ، وما ندم من أمسك لسانه أيام الفتن – مثل ما نحن فيه الان-
    وإذا كان لا بد متكلما فليكن رائدك الاخلاص لا حظ نفسك أو فوائد دنيوية.
    وإياك ثم و إياك من الكلام أو النشر بلا علم وتثبت أو الاعتماد عما تروج في مواقع التواصل الاجتماعي دون تدقيق ، وتحرى العدل والانصاف مع من تؤيده أو تكرهه ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )
    الوصية الثانية: اعتزل جميع أطراف الفتنة كلهم.
    كان هذا عمل أكثر السلف رحمهم الله ، ففيه السلامة والعافية ، فمن اراد لنفسه النجاة من الفتنة فليعتزل أطرافها بقلبه ولسانه ويده .
    الوصية الثالثة : الإكثار من العمل الصالح .
    فكثرة العمل الصالح وكثرة العبادة أثر عظيم في الوقاية من الفتنة قبل وقوعها والنجاة منها اذا وقعت
    قال تعالى :《فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )
    و قال النبي صلى الله عليه وسلم : (بادروا بالأعمال، فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا.
    الوصية الرابعة : الدعاء .
    والدعاء من أنجع الوسائل وأنفعها في الوقاية من الفتن والنجاة منها وفيه الهداية إلى الحق والثبات عليه لاسيما عند  التباسه بالباطل واختلاف الناس
    و كان من دعاء النبي صل الله عليه و سلم : اللهم إني أسالك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون
    . ومن دعاء بعض السلف : اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عباد لك.
    الوصية الخامسة : أنت كعالم دع السياسة لأصحابها ، فلكل فنّ رجال ، و كل مما يليك ، فمفهوم السياسة في وقتنا الحاضر أصبحت كلمة مع الكذب متلازمين غير منفصلين ، و لا يليق بالعالم الرباني أن يتأتى في مواقع الشبهة و الشبهات و الظن بالسوء.
    ختاما…
    رسالتي هذه ما كان إلا ذكرى لأولي الألباب ، فأدركوا البلد قبل فوات الأوان ثم يحل بنا ما حل بهؤلاء – اليمن ، سوريا ، لبيا …
    و الله المستعان
    أسأل المولى عز وجل ان يحفظ جزر القمر أرضا وشعبا
    وأن يقيني و المسلمين من الفتن ما وقى به الصالحين من عباده ، كما أسأله سبحانه أن يوحد صفوف الدعاة والسياسيين بين حكومة ومعارضة و إلى إيجاد حلول وسط بين الأطراف ، وأن يؤلف بين قلوبهم والحمد لله رب العالمين

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top