ذاكرةٌ رحيمة

    أوطانهم وبيوتهم بداخلنا، ورائحة الشاي في بيوتهم والقهوة والبخور بداخلنا، صوت الملاعق وضحكاتهم وهمسهم بداخلنا، هفهفة الستائر وصرير الأبواب ووقع خطاهم.. أرائكهم و أزهارهم وأنوارهم بداخلنا، صلواتهم وتلاوتهم وأذكارهم يتردد صداها في كل ركن بداخلنا

     

    يتركون الدنيا بكل عنتِها وتعبها وقسوتها ويعلنوا إقامتهم الأبدية بداخل هذه الأوطان ذات البيوت الأنيقة النقية، والحدائق الغناء والطرقات البيضاء .. الأحبة الطيبون لا يموتون ولا يرحلون ولا تسرقهم منا المسافات والأيام .. هم ينتقلون من الخارج الرتيب الي دواخلنا باطمئنان فنستقبلهم بامتنان ومحبة فائقة في المكان المخصص لهم مستنكرين في نفوسنا فراقهم بإصرار وعناد.. أياً كان نوع هذا الفراق “سواءً كان موت أو سفر أو نسيان” .  

    فهم يقيمون بداخلنا في جنة مختلفة عرضها القلب والروح والخاطر حيث لا شيئ سوى السعادة بقدرتنا على لقياهم فيها دائماً ورؤيتهم وهم بألف خير فيها يكسوهم الجمال وتغمرهم البهجة والراحة، نؤانسهم ونسامرهم ونشكو إليهم ونستمد منهم رغبة استمرارنا في الحياة بالصبر والرضى بما قضى الإله سبحانه.. ونشتري رضاهم عنا بدعواتنا لهم وبها نمدهم بالنور حباً و وفاء.. الذاكرة الرحيمة هي منحة الله عز وجل لنا من الرحمة واللطف بنا والرفق بحالنا، هي قمة العطاء من ربٍ كريم جواد.. له الحمد والفضل والمنة.

    ويبقى الأحبة في دواخلنا مقيمين للأبد.  

    بقلم نهى ابراهيم سالم

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top