علاقة تحدي التغير المناخي بالظروف الجوية المتطرفة

    يقصد بتحدي التغير المناخي -حسب المادة الأولى من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لسنة 1992 – “تغير في المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري الذي يفضي إلى تغير في تكوين الغلاف الجوي العالمي والذي يلاحظ، بالإضافة إلى التقلب الطبيعي للمناخ على مدى فترات زمنية متماثلة”.

    وقد تصدرت هذه الظاهرة أي التغير المناخي قائمة أخطر التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الراهن بسبب آثارها السلبية والوخيمة المتعددة والمتنوعة.

    إذ أثبتت الشواهد والدراسات العلمية خاصة تلك المجرية من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي المنشأة خصيصا لتقييم الحالة الماضية والحاضرة والمستقبلية للمناخ ونمذجة التغير المناخي أن هناك علاقة مباشرة بين وقوع خلل في النظام المناخي العالمي وتنامي الظواهر المناخية المتطرفة والعنيفة بما في ذلك الظواهر الجوية.

    هذا، ويمكننا إبراز أهم الظواهر المناخية الجوية المتطرفة التي يسببها التغير المناخي على النحو التالي:

    موجات الحر الشديدة، يعد ارتفاع الحرارة من بين الأسباب المباشرة الوخيمة لظاهرة التغير المناخي، وتشير التوقعات أنه في حالة عدم اتخاذ تدابير الاستجابة اللازمة لهذه الظاهرة فإن حرارة الأرض سيستمر في الارتفاع مخلفة في ذلك جفافا حادا من شأنه تقويض الأمن الغذائي وإفساد المحاصيل الزراعية، إضافة إلى شح الموارد المائية.

    – تزايد العواصف، كذلك من بين الآثار السلبية للتغير المناخي نجد العواصف بأشكالها المختلفة، الرياحية والرملية والترابية، والتي تؤثر بلا شك على مردودية الإنتاج الزراعي بفعل تعرية الغطاء النباتي وتآكل التربة وتدهور الأراضي، كما قد تؤدي إلى اقتلاع الأشجار مما قد يؤدي بدوره إلى انقطاع الكهرباء وتقييد حركة التنقل، وتدهور الغابات التي تعد الرئة التي يتنفس بها كوكب الأرض وشريان الحياة للبشر، علاوة على تآكل السواحل واهتراء الأراضي الساحلية وزوال الشواطئ.

    – تغير التساقطات المطرية، ونقصد بذلك تغير مواسم الأمطار من جهة وتغير حجمها من جهة أخرى زيادة ونقصانا، فبالنسبة لتغير مواسم الأمطار تعاني الكثير من الدول بما في ذلك جمهورية القمر المتحدة من هذا الأمر، وبالتالي تغيير مواعيد الزراعة والحصاد، كما تعاني بعض الدول من نقص وتراجع وقلة التساقطات المطرية، بينما تعاني دول أخرى من كثرة الأمطار الغزيرة المؤدية إلى الفيضانات وتدمير البنى التحتية وارتفاع مستوى مياه البحار، وتعرية التربة، وهدم المنازل والانزلاقات الأرضية…إلخ.

    وفي الحقيقة تعد الظواهر المشارة أعلاه وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة ظواهر طبيعية تضمن توازن العيش على كوكب الأرض لكن التدخل البشري السافر وغير المعقلن في النظام المناخي أدى إلى إخلال توازن هذا الأخير وتزايد حدة وشراسة الظواهر المناخية وخروجها عن حالها المألوفة والطبيعية.

    لذا يجب على البشرية تغيير نمطها الإنتاجي والاستهلاكي لتكون أكثر عقلانية مناخيا لتفادي الوصول إلى مرحلة لا رجعة منها خاصة أن الدراسات الحديثة تشير إلى إمكانية اختفاء بعض الدول الجزرية الصغيرة بما فيها جزائر القمر، وبرأينا لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتكاتف جهود كافة مقومات المجتمعات من حكومات ومنظمات مدنية ومؤسسات رسمية وجامعات وأفراد.

     بقلم إبراهيم نيدهوار

    باحث في تحديات السياسة الدولية.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top