فيروس كورونا ينعش الخلافات القمرية الفرنسية وسلطات مايوت تقول: وفاة المفتي سببها covid-19

    في ظل سعي الحكومة القمرية لحماية الجزر التي تخضع لسيطرتها  من جائحة كورونا عادت الخلافات بين السلطات الفرنسية  التي تحتل جزيرة مايوت والسلطات القمرية لتصعد تدريجيا وتطغى على التعاون  والتفاهمات التي  وجدت أخيرا بين البلدين  والتي توجها مؤتمر باريس للمانحين في ديسمبر 2019
    وعاد ملف ما تسميه فرنسا بالمقيمين  بطريقة غير شرعية  تظهر تدريجيا على السطح  في ظل تمسك السلطات القمرية بأن أي قمري يتواجد في إحدى جزر الأرخبيل  الأربعة فهو في وطنه وترفض ترحيل أي شخص قسرا
    فبعد أن اكتشف أول حالة لفيروس كورونا في مايوت لجأت الحكومة القمرية إلى بعض الإجراءات الاحترازية لحماية مواطني الجزر الثلاثة من الجائحة خاصة مع عدم وجود إمكانيات كبيرة  لمحاربة المرض  وبدأت السلطات بتعزيز المراقبة  على سواحل جزيرة أنجوان تحسبا من أي شخص قادم من مايوت  وتم  فتح  الحجر الصحي في انجوان للقادمين من الجزيرة،
    و يبدو أن هذا الإجراء لي لم يرق  حكام مايوت الذين ظلوا منذ سنوات يطالبون موروني  بمراقبة السواحل لمنع القادمين إليها من الجزر الأخرى عبر مراكب الكواسا كواسا  ( مراكب صيد)
    وفي الـ 16 من مارس ومع دخول إجراءات الحجر الصحي  في كافة جزيرة مايوت  قامت شرطة الموانئ الجوية والبحرية في الجزيرة بترحيل العشرات قسرا   عبر باخرة ماريا غلانتا إلى ميناء موسامودو  عاصمة جزيرة أنجوان ، وذلك بعد أن كانت مايوت قد سجلت 3 حالات مؤكدة بالإصابة من فيروس كورونا covid-19  ، لكن السلطات القمرية رفضت استقبال المركب ليعاد إلى الجزيرة، واعتبر  الترحيل القسري في مايوت أمرا عاديا كما يحدث كل  أيام  السنة
    و ظلت السلطات القمرية تستقبل القادمين من مايوت طواعية عبر مراكب الكواسا كواسا  وتخضعهم للعزل لمدة 14 يوما  وفي الـ 23 من مارس وبعد ضغط شعبي قررت حكومة جزر القمر إغلاق الموانئ والمطارات لتجد السفارة الفرنسية نفسها  بين عدد كبير من العالقين في البلاد
    وفي الـ 13 من أبريل بدأت الحكومة الفرنسية إعادتهم  عبر طائرة استأجرتها من الخطوط الجوية  الأثيوبية  وذلك للعائدين إلى أوروبا وعبر طائرة تتبع شركة إييوا التابعة لجزيرة مايوت للعائدين إليها، وقد تم إخضاع العائدين إلى مايوت للحجر الصحي بينما لم يتم ذلك لمن دخلوا موانئ فرنسا ومن هنا تبدأ الخلافات  القديمة بين باريس وموروني تلوح في الأفق .
    ففي الـ 15 من  أبريل أعلن  والي فرنسا في جزيرة مايوت المحتلة جان فرانسوا كولومبي تسجيل حالة مؤكدة لفيروس covid-19  قادمة من موروني ولم ينس في بيانه ذكر  حربه على الكواسا كواسا القادمة من أنجوان إلى مايوت وأن تلك الحرب هدفها ” حماية  سكان جزيرة مايوت ”  ليفهم في موروني  أنه يريد القول بحمايتهم من فيروس كورونا الذي ينتشر في جزر القمر ،  حسب قوله . ولم يكن في الأمر إلا ساعات حتى أصدرت السفارة الفرنسية بيانا، عرفت عنه وزارة الشؤون الخارجية القمرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي،  يعطي البيان  تفاصيلا عن الشخص  المصاب ومكان إقامته في جزيرة القمر الكبرى، ليكون ذلك هو القش الذي قصم ظهر البعير
    وفي اليوم نفسه ردت وزارة الشؤون الخارجية  على البيان مستنكرة ما سمته التساهل الفرنسي بعدم الإبلاغ عن حالات الإصابة رسميا وفق بروتكول شبكة مراقبة الأوبئة التابعة للجنة دول المحيط الهندي ، والذي يلزم الدول الأعضاء بإبلاغ الأعضاء الآخرين عن حالات الإصابة المؤكدة فوق أراضيها ، وذكر بيان الوزارة بوجود تناقض في طرح السفارة الفرنسية حول توريد الحالة من جزر القمر، كون الشخص المصاب  دخل موروني في الـ 3 من مارس 2020  ولم  يفت بيان الوزارة تفنيد ما وصفته مزاعم  والي مايوت فيما يخص تحرك مراكب الكواسا كواسا نحو الجزيرة
    وفي مؤتمر صحافي أمس الجمعة قال وزير الشؤون الخارجية القمري الأمين محمد صيف : إن والي جزيرة مايوت يحتاج إلى رصيد إضافي ويريد استخدام جزر القمر  وأضاف أنه فيما يتعلق بجزيرة مايوت القمرية، تمتلك الحكومة القمرية  من أقنعة وملابس حماية ما يكفي ومستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية التي تسيطر على الجزيرة بطريقة غير شرعية، و يتعلق ذلك بالتضامن القمري نحو أشقائهم في جزيرة مايوت.

    تزامن مع ذلك نشر وسائل الإعلام في الجزيرة نقلا عن دومنيك فوينيت مديرة مكتب الصحة الإقليمية في مايوت أن  وفاة مفتي الديار القمرية السابق سيد طاهر جمل الليل الذي توفي في الـ 8 من هذا الشهر أبريل عن عمر ناهز 84 عاما، كانت بسبب  covid-19  وقالت إن زميلا لها أخصائي في الأشعة في مدينة ماموزو  قد تلقى قبل عشرة أيام من زميل له في موروني صورة تشخيصية للرئتين تظهر فيها الآفات النموذجية للأنسجة الرئوية التي يسببها covid-19  ما يدل على أن المريض، وهو المفتي، مصاب بكورونا ،
    لكن الخبر نفاه الدكتور منصور أدا  الطبيب الخاص الذي كان يشرف على صحة المفتي منذ ما يقرب من 25 عاما وقال: إن هذا الخبر كذب وتضليل لا  أعرف أهدافها . وقال إن المفتي كان يعلم جيدا بوضعه الصحي و كان ينتظر في المقابل رحيله إلى الجنة، وتشهد بذلك رسالته الصوتية التي تركها لي للذكرى في 23 من سبتمبر 2019 بعد استشارة طبية في عيادتي
    ربما لا يعرف دكتور منصور أدا  أسباب نشر أسرار طبية ووضعها على يد سياسيين لكنها لا تخفى بمجرد تتبع الأحداث، وقد يأتي ذلك في هدف تأليب الرأي العام القمري على الحكومة و إرباك المشهد في الصف الأول خاصة أن المفتي التقى في الـ25 من مارس برئيس الجمهورية في بيت السلام لمناقشة بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في مواجهة فيروس كورونا .
    ولا يخفى استياء سلطات جزيرة مايوت في عجزهم عن فرض الحجر الإجباري على المواطنين وربما تسجيل حالات في جزر القمر تخفف عنهم ضغوط المساءلة
    وفي المقابل، عدم الشفافية في التعامل مع الملف في جزر القمر  والإمكانيات الضئيلة المتمثلة في عدم وجود الأجهزة اللازمة لتحليل covid-19   في البلاد لا تساعد المواطن  في أن يثق بسلطات بلاده

    تحرير / حامد علي

    المصادر /  Mirex , mayotte 1ere , beit-salam,

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top