الطريق الثالث بين المعارضة و السلطة ( مَبِيجَا )

في عرف المجتمع القمري العظيم،  الغالب أفضل من المغلوب ، و تكمن المشكلة هنا أن التفاضل بين الأفراد لا يقاس بمقياسٍ واحد في عرف السياسة ، فرب غالب في جولة ما و بمقياسٍ ما، هو مغلوب في مقياسٍ آخر .
تأمل قليلا أيها القارئ المحترم ، في بعض السخافات و الخزعبلات التي انشغل بها أفراد المحتمع القمري في بلدنا الأفريقي الجميل ، فالمبادئ الاجتماعية الكبرى و السياسية العظمى التي نادى بها مجموعة ( مَبِيجَا) أُهملت، و أخذ الناس يهتمون بأفراد هذه المجموعة  و تكاد تكون هناك حرب كلامية حولهم .
هناك شيء من اليقين أن مجموعة مَبِيجِا قامت بثورة على المترفين من نبلاء السياسة  و الاجتماع ، من خلال الأفكار و الشعارات الكبرى التي تلامس واقع كل فرد في المجتمع القمري  و يشكل أزمة حقيقية على المجتمع ، فقد نادت هذه المجموعة على تحقيق المساواة و العدالة و العيش الكريم  و مكافحة الفساد و إصلاح مؤسسة القضاء و منع الاغتصاب بتشريعات رادعة،
لو فككنا هذه الأفكار لوجدنا القيم البدوية الأفريقية العربية ظاهرة ، فقد ترعرعت هذه المجموعة في حضن العادات و التقاليد المقدسة التي تقوم على المساوة و التعاون بين أفراد القرية و المدن و على الاشتراك في الأفراح و الأتراح على أساس متعارف بين المجتمع القمري كافة .
و لعل كان هذا دعوةً لتجديد الوعي الاجتماعي و السياسي أو أنها رؤية لمراجعة الثوابت و إعادة التفكير بعمق ما أنجزها نبلاء السياسة و الاجتماع منذ استقلال الدولة ، ثم إنتاج استراتيجية جديدة تمثل أفكارا عملية وحقيقية  و جهودا مخلصة لخلق أشكال و أنماط جديدة من السياسات التقدمية ، من خلال الاعتماد على الكفاءات الوطنية  الغير منخرطة بشكل مباشر في صناعة السياسة في بلدنا الأفريقي الجميل. وبذلك تكون الدولة أمام طريق ثالث بين المعارضة  و الحكومة، لتُكون استراتيجية جديدة  للخروج من الأزمات التي تعصف بالبلاد ،
فكرة تبدو للوهلة الأولى أنها مثالية لكنها جديرة بالتفكير بعمق ، إن مجموعة مَبِيجَا تقدم نفسها بوصفها تجديد للوعي الاجتماعي و السياسي و أنها تمثل الطريق الثالث بين المعارضة  و الحكومة ،
في المحصلة : الطريق الثالث بكل بساطة هو إسناد السلطة إلى الكفاءات الوطنية  و وضع جانبا تلك المجموعة من نبلاء السياسة التي حكمت الدولة منذ عقود من الزمن .

بقلم/ محمود ناصيف مهوما

كاتب ومحلل سياسي قمري

كل الآراء الواردة في المقال يتحمل الكاتب فقط كامل المسؤولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى